اللغة الألمانية نالت نصيبا كبيرا من التوسع في مفرداتها، وشهدت تحولا في أشكال القواعد الرئيسية.
يفكر المرء دوما بكلمات إنكليزية مثل “نقطة الخدمات” (Service Point)، وينسى الوقت المبكر الذي انطلق فيه هذا المشروع ومدى عمقه وتركيزه. هذا ما يمكن ملاحظته من خلال كلمة أجنبية مثل “فيلم”: ففي العشرينيات من القرن الماضي لم تكن المناطق الناطقة بالألمانية متفقة على صيغة جمع كلمة فيلم: هل هي بإضافة حرف “s” أو حرف “e” في آخر الكلمة. حينها تم الاتفاق على حرف s. هذا يبين أن تبني كلمات أجنبية يرتبط أيضا بإدخال تقنيات ثقافية وإعلامية وأشكال تواصل جديدة. أنا أنادي باعتبار هذا مشروعا يقوم على خطوات منتجة فعالة إلهامية، وعدم الاكتفاء دوما بالحسابات السلبية.
إذا الخوف من “الانهيار اللغوي” الذي تحدثت عنه مؤخرا أيضا وسائل الإعلام، ليس مُبررا؟
ما شهدناه خلال المائة سنة الأخيرة، وخاصة مع اللغة الإنكليزية، حدث قبل مائتي عام مع اللغة الفرنسية، وخلال عصر النهضة مع الإيطالية أيضا. حتى أن نشوء اللغة الأدبية الألمانية في أواخر العصور الوسطى قد تم من خلال تبادل وثيق مع اللغة اللاتينية. وحتى أشد الأصوليين اللغويين لن يقولوا اليوم “وينداوج” (Windauge) للنافذة وإنما “فينستر” (Fenster)، رغم أن هذه الأخيرة هي كلمة لاتينية. أكاديمية اللغة والشعر الألمانية قامت باختبار ودراسة هذه التغيرات والتطورات في المفردات بكل عناية، في أول “تقرير حول أوضاع اللغة الألمانية” وتوصلت إلى نتيجة مفادها أن قاموس المصطلحات الألمانية لم يكن يوما أغنى مما هو عليه اليوم.
في الألمانية 3.0 كان الموضوع أيضا الألمانية كلغة الاقتصاد. ما مدى أهمية لغتنا اليوم في هذا المجال؟
يمكن أن يتوقع المرء في الاقتصاد بشكل خاص أن تكون الإنكليزية كافية وافية للتواصل. ولكن يبدو أن النجاح الاقتصادي يتوقف أيضا على مسألة ما إذا كان المرء يتحدث اللغة الأم للطرف الآخر ويفهمها إلى حد ما. لا شك أنه من الضروري جدا وجود لغة تواصل مشتركة في عالم الاقتصاد. ولكن السؤال هو: أليس من اللازم دعمها بلغات أخرى أيضا؟
النشاط الختامي لسلسة “الألمانية 3.0” في الأول من كانون الأول/ديسمبر 2014 في متحف الاتصالات في برلين