على أطراف مدينة هامبورغ الألمانيه حيث يسكن أهل زوجتي، توجد مزرعة بيئية نموذجية يربي أصحابها الابقار ويصنعون ويبيعون الاجبان والالبان والحليب. لا يوجد متجر ولا موظفين لبيع منتجات المزرعة، بل يوجد هذين البرادين المفتوحين على قارعة الطريق والممتلئين بالحليب والالبان والاجبان. كل ما يفعله سكان المنطقة هو أن يأتوا متى أرادوا لشراء حاجياتهم، وعليهم قراءة قائمة الاسعار ووضع الثمن في كأس بلاستيكي موضوع داخل البراد وأسترجاع الباقي من الكأس البلاستيكي. أحيانا تصل قيمة النقود في الكأس البلاستيكي الى مايزيد على مئة يورو، وهي في متناول الجميع، ولكن لا أحد، كافرا كان أو مؤمنا، يمد يده ليسرق من هذا المال، المحمي بقوة الأخلاق والمواطنية والشعور بالمسؤوليه تجاه الذات والآخرين. في المانيا اليوم لا تقطع يد السارق ولا يصلب قاطع الطريق ولا تطبق الشريعة الاسلامية ولا الشرائع اليهودية والمسيحية، هناك فقط دولة قانون وشعور مشترك بالمسؤولية الفردية والجماعية. هل فهمتم لماذا الدين (أي دين) من دون اخلاق ومن دون مؤسسات مدنية ومن دون دولة قانون ومن دون شعور بالمسووليه الفرية والجماعية، لا يمكن له إلا أن يقودنا الى الكوارث!!